بسم الله الرحمن الرحيم
من أعظم أصول دين الله الحب في الله والبغض فيه، ولا يصح إسلام أحد إلا بالولاء والبراء. قال الله تعالى: ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده ) [الممتحة:4]
وأعداء الله لا يرضون من المسلمين هذا الموقف، فهم يطلبون منهم التنازل عن هذا الأصل من أصول دينهم المتينة، ويطلبون التآلف والمحبة الصادقة بين الموحدين والوثنين، وبين أهل الإيمان وأهل الكفر. وفي هذا العصر _ مع الأسف الشديد _ يوجد العديد ممن يقال إنه داعية إلى الله يجاملون الكفار إلى حد دعوة المسلمين إلى ترك الحب والبغض في الله وقبول إخوانهم من بني آدم _ كذا تعبيرهم _ لا عداوة بينهم ولا بغض، إخوانا من بني آدم لا فرق بينهم إلا اختيارات شخصية غير مؤثرة في الحقيقة.
ومن الذين وقعوا في هذا الضلال وخدموا مكر الكفار على المسلمين الداعي الأمريكي المشهور يوسف استس الذي يصرح بإنكار نسبة البغض إلى دين الله مطلقا، يقول:
When people have to hate something, that’s the beginning of the problem. I don’t have to hate anybody to be a Muslim. If somebody needs me to hate Christians, I don’t need that. If you need me to hate the Jewish, I don’t need that…
الترجمة: حاجة الناس إلى بغض شيء هي بداية المشكلة. ليس عليَّ بغضُ أحد ليصحَّ إسلامي. إذا كان أحد يطلب مني أن أبغض النصارى فلا أريد ذلك، وإذا كان أحد يطلب مني أن أبغض اليهود، فلا أريد ذلك…
المصدر: هذا المقطع على يوتيوب
من أصل الاعتدال الإسلامي الحبُّ والبغضُ في الله وعقيدةُ الولاء والبراء الثابتة في النصوص الشرعية الكثيرة، منها قوله _ صلى الله عليه وسلم _ : (( إِنَّ أَوْثَقَ عُرَى الإِيْمَانِ أَنْ تُحِبَّ فِي اللهِ وَتُبْغِضَ فِي اللهِ. ))
أخرجه أحمد في مسنده (4/286) من رواية البراء بن عازب _ رضي الله عنه _ ، راجع: سلسلة الأحاديث الصحيحة (برقم 1728).
وقولُه _ عليه الصلاة والسلام _ : (( مَنْ أَعْطَى للهِ تَعَالَى، وَمَنَعَ للهِ، وَأَحَبَّ للهِ، وَأَبْغَضَ للهِ، وَأَنْكَحَ للهِ، فَقَدِ اسْتَكْمَلَ إِيمَانَهُ. ))
حديث حسن، أخرجه أحمد (3/440) والترمذي (برقم 2521) من رواية معاذ الجهني.
وقد سئل الشيخ عبد الرحمن محيي الدين _ الأستاذ سابقا في الجامعة الإسلامية سابقًا والمفتي في مسجد النبوي _ عن هذا الرأي المذموم، فأجاب بجواب مفصل، من ذلك:
هذا مسكين ضال، ما عرف الإسلام. الذي يقول الإسلام ما فيه بُغْضٌ، ما فيه محبَّة، لأنه البغض والمحبة، هذه فلسفة ليبرالية، نطق الشيطان على لسان هذا العبد، أنه يقول: ما فيه بُغْضٌ، ما فيه محبَّة، لا بدَّ. مستحيل، لا بدَّ تبغض الكُفْرَ وأهله! تكره الكفر وأهله! ترى يُعبد الصليب، يقول: تفرح، ما فيه شيء، أو لا شيء. إما يفرح، أو لا شيء. لا بدَّ يكون فيه شيء، لي؟ لأن كلَّ ما يُعبد من دون الله عدوٌّ لله! إن الأصل في البشرية كلِّها أن تعبدَ الله: ( يا أيها الناس ) [البقرة: 21] أيش؟ [أجابوا: ] ( اعبدوا ربكم )…
…أما أن يقول: ما فيه بغض، لي ما فيه بغض؟! كيف ما فيه بغض؟! مسكين هذا ما عرف الإسلام! ضالٌّ مُضِلٌّ، هو ومن اتبعه!
المصدر: نص جواب الشيخ كاملا على هذا الرابط
والملف الصوتي يوجد هنا.
نسأل الله أن يهدي يوسف استس ومن معه ومن يدافع عنه ويروج له إلى فهم الإسلام الصحيح بأصوله.