بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ، يُصَدَّقُ فِيهَا الكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ… ))
أخرجه ابن ماجه (4036) وحسنه الألباني في الصحيحة (1887)
وقد نودي في الناس خلال السنوات الخمسة الأخيرة:
هناك قسيس سابق أمريكي قد أسلم، وهو الآن داعية كبير مقبول القول مؤثر جدًّا، حتى إنه ألقى محاضرة في ألمانيا، ودعا غير المسلمين إلى الإسلام، فحضر عنده أكثر من ألف ومائتان من الألمان من غير المسلمين، فأسلم جميع من في القاعة إلا خمسين رجلا، فالله أكبر ثم الله أكبر، ما هذا إلا معجزة!
وفرح المسلمون في جميع أنحاء العالم بالخبر العظيم، وبكوا وشكروا الله على نعمه…
وقد انتشر هذا الخبر بين الناس واستفاض، بالصوت والصورة على موقع يوتيوب:
مقطع بعنوان: جميع من القاعة (1250) أسلم على يد الشيخ يوسف استس [شوهد أكثر من 500,000 مرة – اضغط هنا لمشاهدته]
وفي المقطع صورة إسلام بعض الأشخاص من ألمانيا واحدًا واحدًا، ثم زيادة من كلام الشيخ يوسف استس، وإذا به يُقيم جميع الحاضرين، ويُنطقهم الشهادتين باللغة الإنجليزية مترجمة إلى الألمانية، ثم بالعربية مترجمة إلى الألمانية، ويرفع الأذان، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجًا!
وقد رفع المقطع على يوتيوب والمواقع الأخرى مرات بعد مرات، وعلق الناس بالبكاء والتكبير والتعجب والاستغراب والتمني أن يكون مثل يوسف استس!
وجيء إلى أصحاب الأموال بهذا وقيل لهم: من كان يلتمس جهة ليتصدق عليها في الدعوة إلى الله، فما أنجح من دعوة رجل يلقي محاضرة واحدة فيُسلم ألف رجل من غير المسلمين!!
وصار هذا الأمر شيئًا يُغني كثيرًا من الناس عن كلام أهل العلم في عقيدة يوسف استس وبيان أخطائه الشديدة، فالرجل أسلم على يده هذا العدد الحافل بعد محاضرة واحدة، الله أكبر! فكيف يُقبل أي كلام فيه؟ هكذا موقف بعض الناس…
إلا…
إلا أنه كذب وخدعة ودجل، لا حقيقة له.
كشف حقيقة هذا الدجل
الواقع الذي يؤرَّخ باليوم السابع والعشرين من شهر يوليو عام 2008 في مدينة دوسلدورف في بلد ألمانيا، حصل أن عددًا من الألمان أسلموا بعد محاضرة الشيخ يوسف استس، وعددهم ستة أشخاص، لا ألف، ولا مائة، ستة أشخاص، على ما في أول المسجل صوتًا وصورةً.
ثم في وسط المسجل يتكلم يوسف استس، ومن لا يعرف الإنجليزية ولا الألمانية يزعم أنه يحث الناس على الدخول في الإسلام بزيادة من الحجج والبراهين.
ولكن في الحقيقة كان جل جمهور الحاضرين من المسلمين! وعلى إحصاء الشيخ يوسف نفسه في أول محاضرته كان عدد غير المسلمين من بينهم تسعة أشخاص فقط. [اضغط هنا لمشاهدة إحصائه في أول المحاضرة]
فيشرح يوسف استس لهم أمرًا عجيبًا، وهو أنه يجب على المسلمين الذين وُلدوا في الإسلام، ولو كانوا مطبقين لدين الإسلام، أنه يجب عليهم انضمام أصواتهم في شهادة جماعية أمام الملأ، ولو مرة في حياتهم! وفي الحقيقة هذا أمر مبتدع لا أصل له في الإسلام.
ولم يقف الشيخ يوسف استس عند هذا الحد، بل أضاف إلى ذلك أن هذه المشاركة هي معنى كون الشهادتين ركنًا من أركان الإسلام، كالصلاة والزكاة والصيام والحج! فقال لهم بأنه يجب على كل مسلم أن يُعلن بشهادته أمام الملأ ولو مرة في حياته! ثم قال لهم أخيرًا: من لا يريد أن يكون مسلمًا فليجلس ولا يشارك معنا في الشهادة الجماعية! وإليك نص كلامه مفرغ من المسجل:
هل عرفتم أنه يجب على كل من يريد أن يكون مسلمًا أن ينطق بالشهادة؟ حتى ولو كنت من أسرة مسلمة، وولدت باسم مسلم، يجب عليك كما يجب على غيرك، وهو مثل الصلاة والصيام، والزكاة، والحج. فعلى كل واحد منكم، وإن قلت أقول الشهادة في صلاتي دائمًا، لكنك إذا لم تنطق بالشهادة أمام الملأ، لماذا لا تشارك معنا الآن؟
هذا الرجل هاهنا يريد ذلك بعينه، يريد أن يشهر إسلامه أمام الناس. ولا يكفي المكان هنا لنجتمع جميعًا عندي، فما عليك إلا أن تقوم في مكانك، وننطق معنا بالشهادة جميعًا. لكن إذا كان هناك شخص غير مسلم، وأنت لا تريد أن تكون مسلمًا فاجلس وخليك جالسًا
… Did you know that every person who wants to be Muslim needs to make shahadah? Even if you were born in a Muslim house, with a Muslim name, it still applies to you like it applies to anybody else, just like salat [prayer], fasting, zakat, and Hajj. So, each and every one of you – even though you said: Well I say the shahadah in my salat [prayer] all the time – but if you never made a public shahadah, why not do it right now?
This gentleman right here wants to do that exactly. He wants to declare his Islam in front of the people. Now we don’t have enough room on the stage for everybody, so you can just stand up where you are, and we’ll all do the shahadah. But if somebody’s not Muslim and you don’t want to be Muslim, sit down, stay down…
إنا لله وإنا إليه راجعون! فهذه هي الخدعة الأولى…
كشف مراحل هذا الخداع المركب
فكما يرى كل منصف أن الشيخ يوسف استس _ هداه الله _ أوجب على الحاضرين من المسلمين في ألمانيا القيام والمشاركة في الشهادة الجماعية [البدعية]، فقاموا ونطقوا معه بالشهادة، كما يظهر في آخر التسجيل.
ثم الخدعة الثانية هي وضع العنوان: “نطق بالشهادة أكثر من ألف ألماني…”
ثم تطور العنوان إلى: “أشهر ألف ألماني إسلامهم…”
ثم تدرج الأمر إلى الكذب الصريح: “أسلم ألف ألماني…”
وكذلك: “دخل في الإسلام أكثر من ألف ألماني على يد الشيخ يوسف استس“
لكن لم يقف الشيخ يوسف عند هذا الحد، بل زاد كذبًا على كذب، نسال الله العافية.
ففي المرحلة الثالثة من الدجل المركَّب وضع الشيخ يوسف استس هذا المقطع على عدد من مواقعه الخاصة به، ووضع له عناوين مختلفة بأنه أسلم على يده ألف وأكثر، ودخل في الإسلام ألف، بأصرح العبارات الكاذبة، وهو أعلم الناس بأنهم كانوا مسلمين ولم يدخلوا في الإسلام ذلك اليوم!
ولعل القارئ المنصف يقول: على الكاتب أن يُثبت ما يقول بدليل…
وثائق الدجل على مواقع يوسف استس الخاصة
كما تقدم أن الشيخ يوسف استس أقام جميع الحاضرين بعد محاضرته الألمانية، وهم مسلمون إلا نفر يسير، وطلب منهم أن يشاركوا معه في شهادة جماعية [بدعية]، وإن كانوا مسلمين من قبل، فقاموا ونطقوا بالشهادة، وانتشر الخبر كذبًا بأنه أسلم أكثر من ألف ألماني، وممن قام بنشر الكذب الشيخ يوسف استس نفسه، كما في الصورة التالية المأخوذة من أحد مواقعه الخاصة:
والصورة التالبية من موقع آخر من مواقع يوسف استس الخاصة:
ومن موقع آخر له:
وأخرى:
وهذه الصور إنما هي أمثلة، وهناك أكثر وأكثر! ومع هذا فالغش والدجل لم يقف عند هذا الحد…
نشر القصة الملفقة على قناة المجد
وفي عام 2012 قد ظهر الشيخ يوسف استس _ هداه الله _ على قناة المجد وسئل عن قصة ألمانيا، فقصَّها كما يقصُّها دائمًا مزيَّفًا ملفَّقًا، يستهدف العرب بدجله بما يُعرف عوامهم وتجارهم من الرغبة الصادقة إلى دعم من يقوم بالدعوة إلى الله على وجه ناجح، خاصة في الغرب:
الشيخ يوسف استس يظهر على قناة المجد: برنامج يوم جديد ويص قصته المزيفة
[اضغط هنا لمشاهدة المقطع على يوتيوب] [رابط بديل] [آخر]
وإليك تفريغ الحوار، ما يتعلق بقصة ألمانيا منه، وانظر إلى ما وصل إليه هذا الغش المحرم والدجل الخيبيث في بلاد المسلمين، نسأل الله العافية…
المضيف: أنا أودي أسأل عن قصة ألمانيا. ألمانيا، يقولون الشيخ كان له زيارة وفتح الله عليه فتحًا عظيمًا؟ [وتُرجم السؤال إلى الإنجليزية، ثم أجاب الشيخ]
المترجم لكلام الشيخ: كنا في جولة دعوية في زيارة إلى ألمانيا، باستضافة من إحدى المنظمات الإسلامية هناك، في آخر يوم، كان هذا في شهر أغستس من العام 2009، في آخر يوم، أقمنا أمسية في أحد المسارح، وكان الحضور حوالي ألف وثلاثمائة شخص تقريبًا، بعد أن انتهينا من المحاضرة، وعرَّفنا عن الإسلام، وما هو الإسلام، وقلنا لهم السلام عليكم، نريد أن نذهب، قلت: دقيقة! خلينا نشوف هل فيه أحد يبغى يدخل في الإسلام؟ فسأل الجمهور، والمترجم باللغة الألمانية يترجم: أحد يبغى يدخل في الإسلام؟ فيقول أول واحد وقف من الألمان الحضور، واحد معروف هناك بألمانيا، مشهور عندهم، مصارع، وقف وقال: أنا أبغى أدخل في الإسلام…
المضيف: هل كان قبلها تمهيد مثلا، يعني، شيء معيَّن، فكرة معينة شرحها الشيخ، تكلم عنها؟
المترجم لكلام الشيخ: أبدًا، كان الموضوع، الحوار، الطرح، فقط عن الإسلام، وعن هوية الشخص المسلم، فقط، لا أكثر.
المضيف: فقط؟ ما كانت مناظرة؟ ما كانت…؟
المترجم لكلام الشيخ: لا، لا، لا، الشيخ الآن لا يذهب إلى أسلوب المناظرات، يقول: أنا جربت المناظرة مع والدي، لما بدأنا، ما نفعتْه، فعلًا هي أسلوب ليس بالمجدي، لكن انظر ماذا حدث بعد ذلك: عندما أسلم هذا المصارع، جاء رجل آخر، ثم آخر، ثم آخر، ثم بعد ذلك بدأت النساء، والأمر متعب، والعدد كبير، كل دقيقة يأتي شخص آخر يبغى يُشهر إسلامه، فقلت لهم، للحضور، وهم ألف وثلاثمائة شخص، قلت: من يريد أن يُشهر إسلامه، أن يكون مسلمًا، بأن يقف، ومن لا يريد أن يدخل الإسلام يجلس، فقام ألف ومائتان وخمسون من الحضور تقريبًا، وبقي حوالي خمسين شخصًا فقط، هم الذين لم يسلموا، أما الجميع الآخرون، كلهم والحمد لله نطقوا بالشهادة وأشهروا إسلامهم.
المضيف: كم كانت مدة المحاضرة التي ألقاها؟
المترجم لكلام الشيخ: كان هناك أربعة محاضرين، واستغرقت حوالي ثلاث ساعات ونصف تقريبًا، كان هناك محاضرة أبو أنس من تركيا، بيار فوغل، طبعًا هذا ملاكم مشهور في ألمانيا، هو من المشاهير هناك، نعم، ومسلم، ولله الحمد، وثلاث ساعات ونصف فقط كان نتيجتها ألف ومائتين وخمسين شخص تقريبًا.
المضيف: اللهم بارك في الجهود يا رب. [انتهى موضوع ألمانيا]
آثار التربية على الكذب والغش والدجل في ألمانيا
ومن الجدير بالذكر أنه بعدما انتهى نشاط الشيخ يوسف استس _ هداه الله _ في ألمانيا وغادر أهلها، استمرت جماعته على أسلوبه من الغش والخداع الإعلامي، وعلى رأسهم تلميذه ومترجمه بيار فوغل الملاكم سابقًا المشهور من الألمان.
فهذا هو بيار فوغل على منهج يوسف استس يجمع المسلمين في شوارع ألمانيا ويلقِّنهم الشهادة فيرددونها شهادةً جماعية استسية! ثم يتجه جماعة بيار فوغل إلى يوتيوب فيرفعون الفيديو بعنوان:
ينطق أكثر من ألف وخمسمائة ألماني بالشهادة! [شاهده]
ثم تدرج الخدعة إلى:
أسلم أكثر من ثلاثة آلاف نصراني! (وهو نفس المقطع!) [شاهده]
ثم تدحرج الكذب الدجل حتى وصل إلى:
أسلم خمسة آلاف شخص!! [شاهده] [بديل]
حسبنا الله ونعم الوكيل…
نصيحة مهمة جدا
أيها القارئ! إذا تبين لك الواقع _ وفقني الله وإياك إلى إدراك الأمور على حقيقتها _ فاعلم أن الكذب والغش والخداع والدجل ليس من أساليب الدعوة إلى الله أبدًا! والكذب لا يؤدي إلى خير أبدًا، كما قال النبي _ صلى الله عليه وسلم _ : (( إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار! )) [متفق عليه].
فلا تتعاطف مع الكذابين، ولا تنخدعوا للغشاشين، ولا تظننَّهم يصلُحون للدعوة إلى دين الأُمَناء والصادقين! فإن مَن غشَّنا فليس منا! والكذب يُسقط ثقة الناس بالشخص في كل الأديان وفي كل زمان! وفي دين الإسلام فالأمر أشد، فإنه دين الصدق ودين الإخلاص، فشهادة المخادع لا تُسمع، ورواية الغشاش لا تُروى، وعدالة الكذاب ومروءته لا تثبت إلا بعد التوبة النصوح والاستقامة المشهودة!
فإياك إياك أن تنخدع لمن ثبت عليه الكذب كما ثبتت هذه الأكاذيب!
نسأل الله أن يباعد بيننا وبين الكذب والكذابين كما باعد بين المشرق والمغرب! والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
كتبه أبو العباس موسى الطويل الأمريكي بمحافظة جدة [3/2/1435].
للتواصل: mr@bakkah.net
نبذة مجملة عن أخطاء الشيخ يوسف استس
أما قول يوسف استس في الله فينفي عن الله صفة التسامح على الإطلاق، ويشبه كلامه بالموسيقى النصرانية، ويشبه كلام الله المكتوب في المصاحف بأوراق النقد في أيدي الناس، ويقول ليس في المصحف قرآن، وإنما المكتوب عبارة عن القرآن الحقيقي، ويقول بأن القرآن لا يوجد مكتوبًا في هذه الدنيا. وينفي عن الله القدرة المطلقة، فيذكر بعض الأمور يزعم أن الله لا يقدر عليها.
أما في التشيع والمذهب فيُثبت المذهب الجعفري الشيعي [الإيراني الاثناعشرية] مذهبًا خامسًا يصح التعبد به، ويتبرأ من أهل السنة على أن التلقُّب بالسُّنّي في زعمه يستلزم ترك القرآن [لأن القرآني يترك السنة!]. فلا يجوز عنده الانتساب إلى السنة ولا إلى السلفية، ويقول بأن السلفية أمر محدث ابتدعه الألباني في هذا العصر. ثم يوافق الخوارج في تخليد الكذاب _ خاصة [!] _ في النار وعدم الشفاعة له. [مع أنه يكذب إلى الدرجة التي رأيتها!]
أما الشريعة والأحكام فينكر حد الردة، ويسخر به، ويدَّعي في ذلك بحث طويل ومناقشة العلماء، ولم يأت أحد فيما يقول بدليل يُثبت حد الردة إلا إذا اقترنت الردة بعداوة. ويقول بأن المملكة العربية السعودية ليست دولة إسلاميَّة، بسبب منع النساء من قيادة السيارات. ولا يوجد عنده دولة إسلامية اليوم، وأقرب الدول إلى تطبيق الشريعة هي باكستان. ويقول إذا طُبقت الشريعة الإسلامية اليوم حقيقة فيقطع أكثر رؤوس المسلمين. [مع أنه ينكر حد الردة!]
وله أخطاء أخرى مختلفة، ما ذُكر هنا وما لم يذكر مجموعة في هذه الصفحة:
تنزيل كتاب كشف الدجل في مدينة دوسلدورف من هذا الرابط
وهناك نسخة إنجليزية مزودة بتفاصيل أكثر: