الشيخ صالح الفوزان يرد على قول يوسف استس في إنكار البغض في الله

بسم الله الرحمن الرحيم

 من أصل الاعتدال الإسلامي الحبُّ والبغضُ في الله وعقيدةُ الولاء والبراء الثابتة في النصوص الشرعية الكثيرة، منها قول الله تعالى: ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده ) [الممتحة:4]

ومنها قول رسوله _ صلى الله عليه وسلم _ : (( إِنَّ أَوْثَقَ عُرَى الإِيْمَانِ أَنْ تُحِبَّ فِي اللهِ وَتُبْغِضَ فِي اللهِ. ))

أخرجه أحمد في مسنده (4/286) من رواية البراء بن عازب _ رضي الله عنه _ ، راجع: سلسلة الأحاديث الصحيحة (برقم 1728).

وقولُه _ عليه الصلاة والسلام _ : (( مَنْ أَعْطَى للهِ تَعَالَى، وَمَنَعَ للهِ، وَأَحَبَّ للهِ، وَأَبْغَضَ للهِ، وَأَنْكَحَ للهِ، فَقَدِ اسْتَكْمَلَ إِيمَانَهُ. ))

حديث حسن، أخرجه أحمد (3/440) والترمذي (برقم 2521) من رواية معاذ الجهني.

ومن الناس من لا يرضى هذا الأصل ومن المتلبسين بلباس أهل السنة من يريد أن يُسقط هذا الأصل مستجيبًا لدعوة أولياء الشيطان من الكفرة الحريصين على إبعاد الناس عن عبادة الله وحده، فمن أهل الغرب الذين يخدمون الكفرة في  هذا الغرض الداعي المشهور يوسف استس _ هداه الله _ حيث يقول:

When people have to hate something, that’s the beginning of the problem. I don’t have to hate anybody to be a Muslim. If somebody needs me to hate Christians, I don’t need that. If you need me to hate the Jewish, I don’t need that…

الترجمة: حاجة الناس إلى بغض شيء هي بداية المشكلة. ليس عليَّ بغضُ أحد ليصحَّ إسلامي. إذا كان أحد يطلب مني أن أبغض النصارى فلا أريد ذلك، وإذا كان أحد يطلب مني أن أبغض اليهود، فلا أريد ذلك…

المصدر: هذا المقطع على يوتيوب.

وقد سئل العلامة صالح بن فوزان الفوزان _ حفظه الله _ : ما حكم إنكار البغض في الله ونفيه عن دين الله؟ وهل يصح إسلام الشخص إذا لم يبغض اليهود والنصارى؟

فأجاب الشيخ:

لا بد من الولاء والبراء، البراء من أعداء الله والولاء لأولياء الله، الولاء والبراء معناه البغض، التبرِّئ منهم ومن دينهم، هذا البراء. الولاء معناه محبة الله، ومحبة رسوله، ومحبة عباده المؤمنين، توليهم، ونصرتهم. ( قد كانت لكم أسوة حسنة ) يعني قدوة، ( في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله ) تبرؤوا منهم ومن أصنامهم، معبوداتهم، ( ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدًا حتى تؤمنوا بالله وحده ) [الممتحنة:4].

   فلا يجوز موالاة الكفار، ومَن يتولَّهم، قال الله جل وعلا: ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) [المائدة:51]. الأمر خطير جدا.

والولاء والبراء أصلان من أصول هذا الدين، لا يصح الدين إلا بهما.

المصدر: أجوبة الشيخ على أسئلة أهل جدة 23/8/1434، الدقيقة التاسعة والعشرين من المسجل الموجود على موقع الشيخ الرسمي [اضغط هنا].  وهذا تفريغ كامل له.

فهذا البغض الذي يقول فيه يوسف إستس بأنه ليس من الإسلام وبأنه مدخل للمشاكل كلها إنما هو أصل واجب على كل مسلم في كتاب الله كما بينه أهل العلم.

نسأل الله أن يهدي يوسف استس ومن معه ومن يدافع عنه ويروج له إلى فهم الإسلام الصحيح بأصوله.

وراجع أيضًا: رد الشيخ عبد الرحمن محيي الدين على إنكار يوسف استس للحب والبغض في الله

أضف تعليق