بسم الله الرحمن الرحيم
في محاضرة نشرتها قناة “أنا السلفي” تكلم الداعي الأمريكي المشهور يوسف استس بعجائب استعاذ منها الحاضرون والمشاهدون والسامعون جميعًا، حيث وصف الإسلام بأنه دين لا تسامح فيه، وقال بأن الله _ رب العاملين وأكرم الأكرمين _ ليس بمتسامح من شيء، تعالى الله عما يقول علوا كبيرا! وإليك نص كلامه، ولا حول ولا قوة إلا بالله:
طلب مني أن أتكلم عن موضوع التسامح، وقد حصل هذا [مثل هذا الطلب] وأنا عند إحدى الجامعات الأمريكية، قالوا: يا شيخ! تكلم عن التسامح ومحله في الإسلام. فلما أمسكت الميكروفون قلت _ بعد المقدمة _ : “الإسلام لا تسامح فيه على الإطلاق!” وصار الناس هكذا: ها، ها، عرفتُ [أن الإسلام هكذا]، قد عرفت!
قلت: لا تسامح في الإسلام، والإسلام لا يحوي تسامحًا! حتى الكلمة نفسها [الإسلام] لا تدل على تسامح، أليس كذلك؟ أبدًا! بل معناه: الخضوع والتسليم والطاعة، والإخلاص، والسلام من الله. هذا هو معنى الكلمة! فكيف استخرجتم منها التسامح؟!
والله ليس بمتسامح على الإطلاق! صفر!!
السورة الرابعة، الآية الثامنة والأربعين في القرآن [وضرب يبده الطاولة بقوة] أنا لا أغفر الشرك، ولكني أغفر ما دون ذلك لمن أشاء!
فهل هذا تسامح؟ لا، ليس هذا تسامح من شيء، ولكن الإسلام فيه المغفرة ، وهو دين عدل، وهو دين متكامل من كل وجه.
والإسلام لا يسمح بالقتل، والإسلام لا يسمح بلإرهاب، والإسلام لا يسمح بالتعدي على حقوق الناس ، والإسلام لا يسمح بالغصب، والإسلام لا يسمح بالخمر والمخدرات وبفية الأشياء التي يريد الناس منك أن تتسامح فيها، وهذا هو الحق [تصفيق]
المصدر: هذا المقطع على يوتيوب (بداية من الدقيقة الخامسة تقريبا)
ملاحظات:
1_ يجب على المسلمين أن يذكر الله بكل تعظيم واحترام! أما إنكار تسامح الرب جل وعلا بهذا الإطلاق فليس هذا من كلام المسلمين أبدًأ. وهذا الكلام كفر وردة واضحة، ولا يكفي أنه أثنى على الإسلام في آخر المقطع، بل يجب التراجع الواضح عن هذا الكلام القبيح ، وسبحان الله عما يقولون علوا كبيرا.
2_ الاستدلال بالآية القرآنية التي فيها أن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء على أن الله ليس بمتسامح من شيء هذا من أبطل الباطل، فإن الآية التي تنفي المغفرة هذا لمن مات على الشرك ولم يتب، أما من تاب من الشرك فإن الله يغفر الشرك لأنه هو الغفار ذو الرحمة الواسعة، ونرجو أن يكون ربنا متسامحًا ليوسف استس عن شركه الذي وقع فيه قبل إسلامه، كما يرجو ذلك يوسف نفسه! فإن الذي يعطي خلقه ويعطيهم ويعطيهم ولا يشكره أكثرهم، ولا يعبدونه، ولا يوحدونه، بل يعبدون خلقه وهم لا ينفعونهم ولا يضرونهم! هذا الرب الكريم والغفور الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء، الذي ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة ويقول هل من مستغفر فأغفر له؟ هذا الرب يقال له إنه غير متسامح على الإطلاق!؟
( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم )
3_ والإسلام دين التسامح! كيف لا، وفيه الرخص الشرعية التي فيها تيسير على الضعفاء وكبار السن والنساء في جميع العبادات، فكيف يقال أبدا أن دين الإسلام ليس فيه تسامح؟! نعم، هناك أشياء لا يسمح بها، ومن أولها وأهمها الكلام على الله بغير علم، فلا يسمح أبدًا لأحد أن يتكلم في الله بكلام لا يليق بجلاله، مثل هذا الكلام الخبيث الذي لا يقوله مسلم أبدًا، ومثل الطامات الأخرى الكفريةالتي جاء بها يوسف استس، من إنكار قرآنية المصحف، وتشبيه كلام الله بالنقد الورقي، والاستهزاء باأحكام الله، وغير ذلك كثير.
4_ ورسول الإسلام هو قدوة في التسامح، والصبر على أذى الناس، والرفق بهم، واللين، ومكارم الأخلاق كلها _ صلى الله عليه وسلم _ . وكان يقاتل أعداءه في الغزوات بقوة وشدة، ولكنه إذا أسلم أحدهم صار أخا له في الدين معفوا عنه، ويعطيه من الغنائم والزكاة ما لا يعطي غيره من المهاجرين والأنصار! فالتسامح في محله من أصول الأخلاق الإسلامية، لا يجوز لأحد إنكاره.
فنسأل الله أن يهدي يوسف استس ومن دافع عنه وروج له، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.